الفن والإنسان

عزيزي القارئ هل تشاركني في شعوري بمدي أهمية الفن والتصميم في حياتنا، وقد عرضت عليك في المقال السابق وجهت نظري المتواضعة حول فائدة طرح الفن والتصميم علي الناس وأهمية ذلك في تحسين حياتنا للأفضل. وأظن أنك حين قررت أن تتابع هذا المقال فقد قررت أن تكمل معنا الرحلة… فهيا بنا نبدأ بتجهيز عدتنا للرحلة وأولها أن تعرف عزيزي أننا نتعامل مع جانب عظيم من الحياة له أبحاث علمية قدمت ودراسات مطولة، فالفن والتصميم له كليات ومعاهد متخصصة تخرج فيها عمالقة وأساتذة تركوا لنا ومازالوا  كم عظيم من الإبداع

فأول محطات رحلتنا بين الفن والتصميم هي:  تعريف الفن

      يقول أرنيست فيشر[1]*.… ” إن عمر الفن يوشك أن يكون هو عمر الإنسان”  لأن الفنُّ هو عمل إبداعيّ ينتجه الإنسان من خلال تشكيل المواد والأشكال للتعبيـر عن أفكاره أو ترجمة مشاعره (فهو من أنواع الثقافات الإنسانية). يرى بعض العلماء أن الفن مهمًّا للغاية في حياة الإنسان، ولا تقل أهميته عن أهمية الطعام والشراب. وهو ما أكده الأستاذ رينيه ويج[2]* قائلا… “ليس الفن لهواً أو مجرد ترف، مهما يكن هذا الترف رفيعاً، بل الفن ضرورة ملحة من ضرورات النفس الإنسانية في حوارها الشاق المستمر مع الكون المحيط بها. فإذا صح القول ألا فن بلا إنسان فينبغي القول كذلك ألا إنسان بلا فن”

     فالفن هو عن مجموعة متنوعة من الأنشطة البشرية مصاغة في أعمال بصرية أو سمعية أو أداء (فنون الحركة) للتعبير عن أفكار المؤلف الإبداعية أو المفاهيمية أو المهارة الفنية.  كما تشمل الأنشطة الأخرى المتعلقة بالإنتاج الفني مثل النقد الفني ودراسة تاريخ الفن وأساليب تعلم وتعليم الفنون وغيرها من الأنشطة المتعلقة بعملية الإنتاج الفني.

     تجد المجتمعات القديمة الكبري كانت تعرف هوية الإنسان من خلال تعبيره بالأشكال الفنية التي تدل عليه كما في أشكال الملابس وطرزها و أساليب زخرفة الجسم وتزيينه وعادات الرقص أو الرمزية الجماعية التي كانت تتمثل في الطوطم مثلاً أو الأعلام التي تتخذها قبيلة معينة أو عشيرة شعارا لها، وكذلك أنماط و أشكال مساكنهم . وحين ترجع للتاريخ تجد أن أول من صنف الفنون هم الإغريق حيث صنفوها إلي ستة فنون هي: العمارة والموسيقى والرسم والنحت والشعر والرقص. وأضيف إليها قسم سابع حديثا وهو قسم السينما أو التمثيل.

     فالفن والإنسان عنصران متلازمان لايمكن فصل أحدهما عن الآخر- لأن تاريخهما واحد – ومن ثم فدراسة الفن بمعزل عن دراسة الإنسان المبدع دراسة قاصرة. فالفنان هو ذلك المبتكر صاحب الأفكار الغريبة عن التقليد، فالفنّان غالبًا ما يكون سابقًا لعصره، لأن بقية الناس ينظرون إليه أنه شبيه المجنون نظراَ لتميز أفكاره وإختلافه عنهم، ولكنه في الواقع يعتبر أذكى الناس وأكثرهم خيالًا وإحساسًا. فالفنّان هو ركيزة الحضارة والقائد الكفء لقاطرة التطور. فدخول الفن لأي مجال عملي أو علمي قد يحوله من  حيز المعقول إلى عالم اللامعقول.

دور الفن في حياة الإنسانية

     أثر الفن في الحياة الإنسانية بقدر أثر الإنسان نفسه في الحياة. وهذا ليس بعجيب فمنذ أن إستقر الإنسان البدائي في مأوى اتخذه مسكناً أدار تفكيره إلي التزين والتجميل، فنجده أبدع في الرسم على الجدران (وهذا موثق في كهوف أسبانيا ومعظم بلدان العالم). ولكن هل فكرت وأنت تستمتع بتلك الأعمال… هل جائت تلك الأفكار من غير تجهيز واستغراق في إستلهام أو تأثر بأشكال المخلوقات من حيوان ونبات وطير وإنسان، فهذا التفاعل نسميه التفاعل الفني في دورة الحياة.

     على مدار عمر الأرض والإنسان يعمرها تجد أثر الفن في الحياة، تجده في تصميم أزياء وملابس تتطور وتأخذ أنماط مبهره في كل حضارة وثقافة، تجده كذلك في أدوات الصيد وأنواعها من حجر مثبت على خشب ليكون حربة للصيد إلى السيف والطائرة وحتى الدبابة، تجده في أدوات الإستخدام اليومي من أدوات الطعام والكتابة والرسم إلى أن وصلت إلى حاسوب مطور تستطيع أن ترسم وتصمم وتكتب، فهذا الحاسوب أصبح نافذة تكون وتبتكر من خلاله أفكارا ليس لها حصر. وسأعرض عليك أيها القارئ مجال من أهم المجالات التي أثر فيها الفن حيث لم يقف أثر الفن إلى هذا الحد الذي ذكرته ولكنه عندنا دخل في الإقتصاد مثلا تجد موجات تبهرك من الإبداع البشري في الحملات الإعلانية بكل أنواعها المطبوع والمرأي والمسموع.

الآن بعد أن كشفت لك قليل من كثير في هذا الموضع الشيق، جاء دورك أنت في أن تكون أنت المبدع الجريء الذي سيبهر العالم بأعماله وفنه.

[1]من أبرز نقاد الفن في العصر الحديث*
[2]أستاذ سيكولوجيا الفنون التشكيلية في الكوليج دي فرانس*
Des: Sherif sokar
PHD, M.Sc., B.Sc. & Lecturer
Faculty of Applied Arts - Damietta University 
CEO & Designer of O&S design studio 
interior design- Landscape design - exhibition design - furniture design
Mobile: 01002564324
Email: des.sherifsokar@gmail.com
Instagram: des.sherifsokar

Menu