في افتتاح ستوديو 16 بالإسكندرية تم عمل مجموعة من الندوات الفنية في مختلف المجالات لكن كلها عن التصميم والرسم،كانت كلمتي عن التكوين في الخط العربي وكيف أن البناء يبدأ من الإطار العام أو الشكل الذي سيحمل الانطباع المطلوب، وبعدها يتم رسم تفاصيل العمل الداخلية. كالشجرة، جمالها يظهر من مظهرها العام، بعدها يتأمل المتلقي تفاصيل إبداع الخالق في النسب والعلاقات والألوان والأشكال وحسن التنسيق والتوزيع.
تكلمت أيضاً عن كيف أن الأحرف الصاعدة تكون بمثابة الأعمدة للتكوين، والحروف الدائرية تحقق التوازن، والحروف المتشابه تعطي الانسجام.
بعد عرض بعض الأعمال كنماذج أخذتنا الأعمال إلى موضوع في غاية الأهمية، وهو الحركة التي يحملها الحرف.
كيف أن الحرف يتحرك ويتجول رغم ثبوته، كيف يوحي الحرف بالصعود رغم حجمه المحدود، وكيف يوحي بالسقوط للأسفل رغم أنه لن يسقط أبداً.
إن الحروف التي توحي بالثبات ھي التي تسمح للحروف المتحركة بالظھور.
من أجمل ما قرأت أن أفضل الخط هو ما یبدو متحركاً رغم أن الحروف ثابتة. هذه الديناميكية لا تعبر عنها الكلمات، إذاً كيف يصل هذا الإحساس للمتلقي؟
لذا أخذنا الحديث أن العمل الفني لكي يكتمل لابد أن يشارك المتلقي في العملية الفنية، لابد أن تعطي مساحة للمتلقي أن يشاركك بالتفاعل مع العمل، بالتساؤل عن بعض الحركات الفلسفية التي صنعتها أنت.
في الختام كان ينبغي بالتذكير أن على الخطاط لا بد له من التعايش مع الحروف لفهم شخصية كل حرف وما يملكه هذا الحرف ليستطيع الخطاط توظيفه والتعامل معه بأسلوب يؤدي إلى نتيجة إيجابية تلبي رغبة وشغف عشاق الخط العربي.